تنافس 12 متسابقة للفوز بالمراكز الأولى في اليوم الرابع لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك للقرآن الكريم
تواصلت فعاليات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم لليوم الرابع على التوالي في نسختها الثامنة والتي تقام فعالياتها على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي وسط أجواء إيمانية وروحانية بتلاوات آي الذكر الحكيم والتنافس الشريف للفوز بالمراكز الأولى في المسابقة القرآنية الدولية بمشاركة 12 متسابقة أمام لجنة التحكيم الدولية، وذلك بحضور المستشار إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم والدكتور سعيد عبدالله حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة للجائزة وأعضاء اللجنة المنظمة وعدد من المسؤولين وأولياء أمور المتسابقات وجمهور الحضور المتابع للفعاليات القرآنية.
وقد شهد أمس الثلاثاء تنافسا شريفا أمام لجنة التحكيم الدولية في الفترة الصباحية بين "6" متسابقات هن كل من: بوتري أمينة بنت محمد حنيف من ماليزيا، يارا محمود مثقال عباسي من الأردن، عين الهدى محمد مبارك من سريلانكا، حفصة عمر يوسف جزاع الشعلان من الكويت، دليلي فائقة بنت نصر الدين من بروناي دار السلام، وزينب موسالا مبينغا من الكونغو الديموقراطية، فيما شهدت الفترة المسائية تنافس "6" متسابقات هن كل من: خديجة سيد المختار من موريتانيا، جميلة باسم سليمان عبده من فلسطين، أسماء يونس إبراهيم الباز من مصر، ميمونة منير الزمان من بنجلاديش، يسرى عبدالرحمن عبديل من الولايات المتحدة، وأم سليم عبدالستار إبراهيم من موزمبيق، وكلهن يتسابقن في الحفظ برواية حفص عن عاصم.
ويشهد اليوم الأربعاء تنافس "9" متسابقات أمام لجنة تحكيم المسابقة الدولية، حيث تتنافس في الفترة الصباحية "6" متسابقات هن كل من: حسنى نسيجي من أوغندا، زهرا أنصاري من إيران، سودة نعيما من بوروندي، مكو حسين جامع من جيبوتي، حسينة ديالو من ليبيريا، وبي بي مهرين مدني من موريشيوس، فيما تشارك في الفترة المسائية "3" متسابقات هن: مدجولة جوانا سيباستياو دارامي من أنجولا، فاطمة إبراهيم جاسم عبداللهالحمادي من الإمارات، وشمسية شعبان رمضان من تنزانيا، وجميعهن يتسابقن في الحفظ برواية حفص عن عاصم.
وتقدم الجائزة مجموعة من الجوائز والهدايا القيمة يتم السحب عليها لجمهور الحضور في ختام الفعاليات اليومية للمسابقة بحضور أعضاء اللجنة المنظمة.
ذكرت المتسابقة بوتري أمينة بنت محمد حنيف ممثلةماليزيا، أنها طالبة في السنة الأولى بكلية القرآن والسنة، وتنتمي لأسرة حافظة لكتاب الله، فوالدها حافظ له، ولديها ثلاثة إخوة يحفظ اثنان منهما القرآن كاملا. بدأت حفظ القرآن الكريم بسن الحادية عشر بتشجيع من أستاذها الذي كان يشجّع الطالبات على حفظ القرآن الكريم للمشاركة في المسابقات القرآنية، ويَعِدهنّ بترشيحهن لذلك بعد حفظ عدد من الأجزاء، بدءًا من عشرة أجزاء إلى عشرين جزءًا إلى القرآن كاملا. وقالت: لقد كنّا نتنافس في مراجعة القرآن، وبلغ التنافس أشده عندما اشترط علينا مراجعة القرآن كاملا في ثلاثة أشهر. فكنا نقرأ يوميًّا عشرة أجزاء دون النظر إلى المصحف، وكان أستاذنا يستمع لقراءاتنا جزءا جزءا. وبعد أن ختمت حفظ القرآن الكريم بسن الرابعة عشر تعلّمت اللغة العربية في مركز خاص بذلك. وفي الحقيقة، انتظرت المشاركة في هذه المسابقة سنوات، لا سيما أني تأهلت سنة 2020م للمشاركة لكن جائحة كورونا حالت دون ذلك، وبقيت أنتظر هذه الفرصة إلى الآن. ولا تتصوّرون فرحتي عندما اتصلوا بي هذه السنة للمشاركة. وهي ثاني مسابقة دولية أشارك فيها، بعد مسابقة الجزائر التي شاركت فيها سنة 2017م.
فيما قالت المتسابقة حفصة عمر يوسف جزاع الشعلان ممثلة الكويت، والبالغة من العمر أربعة عشر سنة: بدأت حفظ القرآن الكريم بسن صغيرة، فقد كان أبي إمام مسجد، وكان يأخذني معه للصلاة في المسجد منذ كان عمري ثلاث سنوات في صلاة الفجر، وكنا نبقى هناك حتى الشروق، وكذلك في صلاة العشاء، وكان يمسك بي ويكرّر علي الآية والسورة، حتى بلغت من العمر سبع سنين وصرت أحفظ صفحة كاملة، وبقيت على ذلك حتى ختمت بعمر العاشرة. أدرس حاليا في الصف التاسع، وشاركت في مسابقات محلية كثيرة، وفي المسابقة الهاشمية في الأردن سنة 2023م، والآن أشارك في مسابقة دبي، وهي مسابقة جميلة، وتحمّس الفرد على حفظ القرآن الكريموتشجّعنا على مراجعته، فجزاكم الله خيرا على ما تقومون به، وأسأل الله أن يرفع قدركم ويزيدكم من فضله.
أمّا المتسابقة دليلي فائقة بنت نصر الدين ممثلة بروناي،والبالغة من العمر اثنان وعشرون سنة، فحصلت على دبلومة القراءة في بروناي، ثم انتقلت للدراسة في مصر، وهي الآن طالبة هناك في السنة الثانية في تخصص علم القراءات. بدأت حفظ القرآن الكريم بسن الثانية عشر بتشجيع من والديها ومعلّمتها، كما شاركت في مسابقات قرآنية محلية كثيرة بتشجيع منهم أيضًا. وحصلت قبل أسبوع على جائزة حفظ القرآن الكريم من الجامعة الإسلامية سلطان الشريف علي في بروناي.
وذكرت المتسابقة خديجة سيد المختار ممثلة موريتانيا، أنها حاصلة على الليسانس في تخصص البيولوجيا، وتدرّس القرآن في معهد للتحفيظ. بدأت حفظ القرآن الكريم بعمر السادسة، ولم يكن حفظها في البداية جيدا، لكنها بعد أربع سنوات أكملت حفظه. وفي نهاية الثانوية سجّلت بدورة القراءات، وأكملت القراءات السبع. يحفظ والداها القرآن الكريم، وكان والدها يشجّعها على الحفظ بتقديم الهدايا، شاركت في مسابقة ماليزيا سنة 2023م، وحصلت على المركز الثالث. قالت: كنت قبل القرآن ضائعة، ولما دخل القرآن في حياتي صرت مستغنية عن كل شيء، وعمّت البركة حياتي، رغم تخصصي البيولوجي، فقد كنت أدرس الفيزياء والفرنسية وكثيرا من العلوم المرتبطة بهذا العلم. كنت أحب هذه المسابقة وأحببتها أكثر عندما شاركت فيها، وخاصة غرفة الصلاة المعدّة لنا، وقاعة التحكيم.
وأفادت المتسابقة جميلة باسم سليمان عبده ممثلة فلسطين، بأنها تستعد للالتحاق بالجامعة في تخصص اللغة العربية،بدأت حفظ القرآن الكريم بسن الثانية عشر، وكان صعبا عليها وقتها التوفيق بين الدراسة والحفظ لا سيما أنها كانت تتحمل كثيرًا من المسؤوليات المنزلية لمساعدة والدتها، بدأت حفظها دون ترتيب، ولكنها بعد سنة من الحفظ التزمت بحفظ صفحتين بعد الفحر، وختمته في السنة الثانية. وبعد الختم التحقت بأكاديمية خاصة لتثبيت الحفظ، ووضعت جدولا خاصا بذلك. قالت: إنّ حافظ القرآن دائمًا ذو شخصية قوية، ولسان فصيح، وعقل حكيم، وتحصيلهالعلمي ممتاز، لذلك أعتب على من لا يحفظ القرآن، لأنه يحرم نفسه من خير كثير، والأمر ليس بالصعب، بل هو سهل على من يسّره الله له. وإني أتابع المسابقة منذ أربع سنوات، وكنت متشوّقة لرؤية القاعة التي كنت أراها على الشاشة، ورأيتها في الحقيقة.
أمّا المتسابقة أسماء يونس إبراهيم الباز ممثلة مصر، فهي خريجة كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، قالت: في البداية تعلّمت الكتابة والقراءة في الكتّاب، ثم بدأت الحفظ ولكن بمقدار بسيط، ولما وصلت إلى السور الطوال صرت أحفظ بالصفحة، ثم تعلمت أحكام التجويد نظريا وعمليا، وعندما ختمت أخذت إجازة متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية حفص عن عاصم. ثم داومت على المراجعة والتسميع يوميًّا. وإنّ التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وعلى الصغار والكبار الانشغال بالقرآن الكريم حتى لا ينشغلوا بغيره.
أما المتسابقة ميمونة منير الزمان ممثلة بنجلاديش، والبالغة من العمر ثلاثة عشر سنة، فحفظت القرآن في سبعة أشهر لما كان عمرها عشر سنوات، بمعدل عشر صفحات في اليوم، قالت: كنت أريد حفظ القرآن الكريم بسرعة لأني أحبه، لا سيما أن والدي إمام مسجد، ووالدتي معلمة للشريعة، وقد شجعناني كثيرا مع أستاذي في تلك المرحلة حتى ختمت بهذه السرعة، انتهيت من الدراسة الإعدادية، وسجلت في مدرسة للتحفيظ لمراجعة ما حفظته من قرآن. وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها.
وقالت المتسابقة يسرى عبد الرحمن عبديل ممثلة الولايات المتحدة، والبالغة من العمر ستة عشر سنة، وذات الأصول الصومالية، إنها طالبة في السنة الأخيرة من التعليم الثانوي، بدأت حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمرها، وختمته في سنتين. لديها سبعة إخوة يحفظ جميعهم القرآن كاملا. وعن رحلتها مع القرآن قالت: كانت الرحلة صعبة، ولكن الله يقول: "ولقد يسّرنا القرآن للذكر"، بدأت الحفظ بصفحة واحدة، ثم صفحتين، وقبلها تعلمت كتابة اللغة العربية، ونطق الحروف. وإنّ مفتاح الحفظ التوكّل على الله وبر الوالدين، ففي برّهما بركة وتوفيق.